تزامناً مع تزايد الحاجة إلى نقاشات مفتوحة وبنّاءة، نسعى إلى تمكين جيل جديد من قادة الرّأي ليكونوا صوتًا مؤثرًا في مجتمعاتهم. من خلال تعزيز ثقافة الحوار وتوسيع المساحات العامّة للنقاش، نعمل على ضمان تمثيل الأصوات غير المسموعة والمجتمعات المهمّشة، ممّا يُسهم في تعزيز الحكم المسؤول والتفاعل الإيجابيّ بين المواطنين وأصحاب القرار.
في عام 2024 انطلق المشروع بنسخته الثّانية في لبنان وتونس، بعد أن حقّق نجاحاً مبهراً في تجربته الأولى سنة 2023. كل عام، يبدأ المشروع بمسابقة، يقدّم فيها المشاركون محتوى سمعيّاً، بصريّاً ومكتوباً من خلال تعبئة استمارة الكترونيّة مصمّمة خصيصاً لهذا الغرض، ويتمّ اختيار 60 مشاركاً ومشاركة في كلّ بلد بناءً على إجاباتهم في الاستمارة.
تتمّ دعوة هؤلاء المتأهّلين للمشاركة ضمن يومين من التّصفيات النهائيّة، وإجراء مقابلات فرديّة معمّقة مع لجنة تحكيم متخصّصة، تختار بدورها المشاركين النّهائيين الأكثر كفاءةً منهم. تساهم هذه العمليّة الشفّافة والشاملة في إنشاء مجموعة نهائيّة من 30 قائد رأي في كلّ بلد، تتميّز بتنوّع غنيّ في الآراء والخلفيّات وتضمن التّمثيل المناطقيّ والجندري.
بعد ذلك، يخضع الشّباب لتدريبات مكثّفة يكتسبون خلالها مهارات متعدّدة مثل فنّ المناظرة والتّواصل، تقنيّات الخطابة والقيادة، أساليب البحث، ومواضيع مهمّة أخرى، لتأهيلهم وتجهيزهم للنّجاح في المشروع، وكذلك في حياتهم بشكل عام. يوفرّ مشروع صنّاع الرأي كلّ الدّعم اللازم للشّباب المختار، على أمل أن يصبحوا قادة وطنيين في المستقبل من خلال العمل على صورتهم العامة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي الخاصّة بهم طوال مدة المشروع. بالإضافة إلى ظهورهم الإعلامي ضمن حلقات أسبوعية من المناظرات المتلفزة التي تُناقِش العديد من القضايا العامّة.